استشهاد الأسير الفلسطيني «ميسرة أبو حمدية» في أحد مستشفيات الاحتلال
![استشهاد الأسير الفلسطيني «ميسرة أبو حمدية» في أحد مستشفيات الاحتلال](http://www.banaat.com/news/wp-content/uploads/du_37_1.jpg)
عباس يحمّل نتنياهو المسؤولية و”حماس” تدعو الجماهير إلى هبّة
استشهاد أبو حمدية في السجن يفجّر غضب الفلسطينيين
فجر استشهاد الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية (64 عاماً) أمس الثلاثاء في مستشفى سيروكا في بئر السبع من جراء معاناته من مرض السرطان، موجة عارمة من الغضب الفلسطيني على المستويين الشعبي والرسمي، حيث خرجت تظاهرات في معظم أنحاء الضفة الغربية، فيما نددت الرئاسة الفلسطينية بتعنت إسرائيل وغطرستها عندما رفضت التجاوب مع الجهود الفلسطينية لإنقاذ حياة أبو حمدية.
ودعت حركة “حماس” إلى هبة جماهيرية نصرة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي مستهل اجتماع عقد أمس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله للجنة المركزية لحركة “فتح”، ندد “بتعنت الحكومة الإسرائيلية وغطرستها عندما رفضت التجاوب مع الجهود الفلسطينية لإنقاذ حياة الأسير أبو حمدية الذي استشهد في سجون الاحتلال”.
وأضاف عباس: “لقد حاولنا في ما مضى العمل على إطلاق سراحه لتأمين العلاج للشهيد، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت التجاوب مع جهودنا وإطلاق سراحه، ما أدى إلى استشهاده رحمه الله”.
وأكد عباس أن “هذا يدل على تعنت الحكومة الإسرائيلية وبطشها وغطرستها، خصوصاً ضد أسرى الحرية الموجودين في سجونها”. وأضاف: “قدمنا احتجاجاً للحكومة الإسرائيلية ولكل المؤسسات الدولية وللعالم أجمع على العمل الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية وأدى إلى استشهاد الأسير أبو حمدية في سجونها، وسنستمر في نضالنا من أجل تحرير الوطن والأسرى”.
وإثر شيوع نبأ استشهاد أبو حمدية، خرجت تظاهرات غاضبة في معظم أنحاء الضفة الغربية تخللتها مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال الاسرائيلي أصيب خلالها عشرات المواطنين وخصوصاً في مدينتي الخليل ونابلس.
وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن اشتباكات وصدامات عنيفة وقعت بين الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية عقب استشهاد أبو حمدية، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 30 أسيراً أصيبوا إثر عمليات القمع.
قراقع لفت خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله إلى أن “الوضع متوتر جداً داخل المعتقلات، حيث بدأ الأسرى بالتكبير والضرب على الأبواب احتجاجاً على استشهاد الأسير أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن إيشل”، مشيراً إلى أن “الأسرى سيخوضون إضراباً عن الطعام اعتباراً من يوم غد (اليوم) يستمر لثلاثة أيام في كل السجون”.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال شرعوا في عمليات احتجاجية بعد وفاة أبو حمدية، فيما يتخوف جهاز الأمن الإسرائيلي من حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية خصوصاً مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني بعد أسبوعين.
وعقب إعلان استشهاد الأسير أبو حمدية، بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون “كتسيعوت” و”إيشل” و”رمون” و”نفحة” يقرعون على أبواب الزنازين، فيما هاجمت قوات خاصة تابعة لشرطة السجون الإسرائيلية الأسرى في الزنازين.
وقالت تقارير إسرائيلية إن قسماً من الأسرى ألقوا زجاجات حارقة وأن 6 سجانين إسرائيليين أصيبوا جراء استنشاق غاز مسيل للدموع بعد إلقاء قنابل كهذه باتجاه زنازين الأسرى.
وحمل رئيس نادي الأسير قدورة فارس إسرائيل مسؤولية وفاة أبو حمدية، داعياً “العالم الحر لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يقفز على كل القوانين الدولية”.
وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية حكمت في العام 2002، على أبو حمدية بالسجن المؤبد بعد إدانته بمحاولة القتل، وكذلك لعضويته في حركة “حماس” وحيازته السلاح، وبالمشاركة في التخطيط لعملية تفجيرية في مقهى في القدس، علماً أن هذه العملية لم تنفذ.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة “هآرتس” عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي خشيتها من أن تؤدي وفاة الأسير أبو حمدية إلى موجة مواجهات في الضفة الغربية مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان الحالي.
ونددت فصائل فلسطينية بحادثة استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال.
ودعت حركة “حماس” إلى هبة جماهيرية نصرة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح صحافي “أن الاحتلال سيندم على جرائمه المتواصلة بحق الأسرى في سجون الاحتلال”.
ويشار إلى أن أبو حمدية هو الأسير الفلسطيني الثاني الذي يستشهد في السجون الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري، حيث كان استشهد في أواخر شباط الماضي الأسير عرفات جرادات خلال التحقيق معه في سجن مجدو الإسرائيلي، ليرتفع بذلك عدد الأسرى الذين استشهدوا بسجون الاحتلال إلى 207 فلسطينيين.
وزعمت مصلحة السجون الاسرائيلية أنها كانت تنوي الإفراج عن الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية.
وقالت في تصريح أرسلته لوسائل الإعلام : توفي هذا الصباح (أمس) في مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع السجين الأمني الفلسطيني ميسرة أبو حمدية متأثرًا بمرض السرطان. وكان السجين ينتمي لحركة حماس وحكم عليه في عام 2002 بالسجن المؤبد بسبب تورطه بمحاولة القتل العمد وانتماء لتنظيم إرهابي وحيازة أسلحة بشكل غير مشروع.
وكان أبو حمدية سقط يوم الخميس الماضي مخشياً عليه في سجن “ايشل” ونقل إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع. وعلى ضوء تردي حالته الصحية أعلن وزير الأسرى أن إسرائيل تنوي الإفراج عنه في الأيام المقبلة ليعود ويعلن صباح اليوم الثاني من نيسان عام 2013, استشهاده.