عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-06-2009, 05:46 PM   #9

falas6in
بنوتة محلقة
حلمان

 
    حالة الإتصال : falas6in غير متصلة
    رقم العضوية : 52260
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 117
    بمعدل : 0.02 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : falas6in is on a distinguished road
    التقييم : 11
    تقييم المستوى : 16
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1760

     SMS : أمضي على أمل إيجادي و إعادة وضعي في زجاجتي القديمة

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور falas6in عرض مواضيع falas6in عرض ردود falas6in
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

ebt.3.



طابور



كان الوصول إلى المدرسة هو الخلاص السعيد من الحمل المضاعف لهذا اليوم.. قبل أن تتعدى البوابة رمت إلى ريم بحقيبتها و قالت: أنا إلى صفي و أنت إلى صفك فراقك عيد!!
- فردت عليها ريم: لكننا لم نصل إلى صفي بعد.
فما كان من شمس إلا أن بقيت محدقة بها و عندها قالت ريم: أمزح.. ثم قبلتها على جبينها و هي تقول: أعطاك الله ألف عافية..
- صرخت شمس بأعلى صوتها: أتمنى من الله أن لا يوقع أحدا بين يديك !!

لم يخالف طابور الصباح نسقه المعتاد الجميع متراصون كالمخلل و متشابهون كالنمل نمل مثلج مرتجف لكن بحلة رمادية مخططة..أمام كل صفين أو ثلاثة معلمة ما إحداهن عدّلت وقفة شمس و كتفيها لكي تتلاءم مع باقي الصف تحدق في المعلمات قليلا..

هذه تعاقب الولد المشاكس الذي لم يرض الوقوف هادئا لقد بكى عند عقابه بشدة، اثنتان تتبادلان الحديث و أخرى ترتشف الشاي على مهل.. مديرة المدرسة تمسك بمكبر الصوت يخرج صوتها كحشرجة من مكان ما: هيا.. هيا يا أولاد حان وقت النشيد الوطني الجميع يداه للوراء.. أيدينا للوراء..الكل عيناه على العلم..نادت شمس:أنت تعالي و ارفعي العلم أثناء النشيد.. ببطء ها؟..بدء الجميع بتكرار الأسطوانة التي ما توقفوا عن ترديدها منذ الصف الأول و لن يتوقفوا إلا عند مغادرتهم لجدران هذه المدرسة ..

الأصابع المتجمدة تسحب الحبل،كان المنظر مختلفا بجانب العلم،فها هم الجميع ينطقون بالحروف المقدسة التي ما استطاعوا أن يستشعروا وطنهم إلا من خلالها رغم أن المدرسة وطن و طعم أبو حس وطن و الحارة وطن و بيتنا وطنٌ آخر خاص بنا،أوطان صغيرة نستشعرها في وطننا الكبير .. هل لجواد وطن؟ وطن ما لا يسمع صوته و لا يضطر للتحدث عنه و منه و إليه، أبوه وطن فهو يفهمه، و بيته وطن عاصمته الغرفة التي يحبس بها عندما يرفض الذهاب للعمل وطنٌ إجباري اشتهى النزوح منه إلى مكان آخر لا يحمل فيه الجبال!!
صوته الذي كان يصل إلى الشارع الثاني عند غضبه وطنٌ نزق ثائر ثورة سرمدية لا نهاية لها.. لديه أوطان كثيرة فالحروف وطن يتمنى الوصول إليه تقبيل ترابه زيارته سائحا على الأقل يحج إليه كل خمسين عاما ثم يتوب توبة نصوحا يبقى فيها صامتا للأبد ، حتى إخوته وطن بالجهة المعادية فها هي أخت جواد أمامها مباشرة تذهب للمدرسة و الولد الذي كان يبكي ألصق العلكة بجديلتها،لم تره المعلمة هذه المرة.الجميع مختلفون إلا ريم تبقى كما هي تتمرد على شيء ما فها هي تقف مع طلاب الصف الثامن لتفتح حوارا خفيا مع الفتاة الواقفة أمامها.. لماذا تقف معهم أليست في الصف السابع ؟!

انتهى الطابور بعد حفنة من الوقت..الحصة الأولى كانت الأرقام سيدتها المعلمة لطفيه تكابر الرياضيات و البرد و الطباشير مرتديةً الكثير من الثياب نظارتها ما زالت سميكة و الكتاب مازال ثقيلا بصفحاته الثلاثمائة..رأتها ترتجف نوعا ما رغم مكابرتها للبرد ،إلا أن المعلمات أيضا يواجهن حكة الصباح و النعاس و ربما الفضيحة التي رقعتها صباحا تكتب على السبورة بخط كبير و هي تردد بصوت عال: من يعطيني ناتج سبعة زائد واحد . أرادت أن تقول ثمانية !

و مثلما انتهى الطابور انتهى الدوام المدرسي أيضا تدافع النمل بمجرد سماع صوت الجرس.. لم تشف الطرق من آخر معلقة ممطرة غازلها بها شباط.. مرت على محل (شامٌ و سنا) فوجدت تنوين الضم قد ودع اليافطة .. شعرت بالسرور لأنها كانت على حق ، صار نطق اسم محله أسهل , وصلت إلى مدخل الحارة لا جبهات تنظيف الآن،المكان هادئ تقريبا قطتان تتناوشان بعيدا ثم تتصالحان بسرعة،نظرت إلى السماء فارغة بيضاء تماما تمنت أن يتساقط الثلج بشدة لمدة أسبوع أو أكثر حتى لا تذهب للمدرسة غدا.




 



هون حفرنا و هون طمرنا!! زورو ثلج قصة قصيرة قد تنال إعجابكم~>هنا

من مواضيع : falas6in

  رد مع اقتباس