عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-06-2009, 08:11 AM   #5

falas6in
بنوتة محلقة
حلمان

 
    حالة الإتصال : falas6in غير متصلة
    رقم العضوية : 52260
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 117
    بمعدل : 0.02 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : falas6in is on a distinguished road
    التقييم : 11
    تقييم المستوى : 16
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1756

     SMS : أمضي على أمل إيجادي و إعادة وضعي في زجاجتي القديمة

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور falas6in عرض مواضيع falas6in عرض ردود falas6in
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

sah.5


أزقّة


كانت تعلم من البداية أن الطريق سيكون طويلا اليوم أو لنقل مؤلما موجعا لعمودها الفقري بأكمله !! كل ذلك الألم كان يترنم على ظهرها و هي متوجهة إلى المدرسة، ريم تمشي قبلها بعدة خطوات ثم تقول لها: هيا أسرعي سوف نتأخر..ما بك بطيئة جدا اليوم؟
طبعا كان الجواب واضحا جدا لدرجة تجعل التلفظ به في قمة البلاهة..فحمل حقيبة ليس كحمل حقيبتين! الطريق وعرة أساساً تناكف كل من يخطوها خصوصا عند المدخل، حيث لا مجال لك إلا أن تمشي حذرا لكي تتعدى كتل الطين على الطريق وحفر المجاري،إضافةً للماء الذي يغزو الطريق فجأة من بيوت الجيران نتيجة تنشط الجارات للتنظيف رغم مجون البرد مرعبين بذلك كل صراصير الحي و نمله و قططه .
. تلك الاجتياحات كانت دوما تزيدالطين بله فالبطل ابن البطل الذي يستطيع حذائه أن يصل إلى خارج الحارة سالما غانما لا مبلولا و لا متسخا و لا محملا بالطين ...قررت أن ترتاح لدقائق، أطلقت جملاصاحبها اللهاث بأن (لا أستطيع .. لا .. لن أقدر .. إكمال الطريق.. و أنا.. و أنا هكذا مستحيل) لم تفكر أن تطلب من ريم المساعدة أو تسترضيها بطلب آخر فهي بذلك ترفع الراية البيضاء التي رقعت صباحا عند الفضيحة..جلست على الأرض فعلا و ركنت أحمالها بجانبها لم تلاحظ أنها جلست على عتبة إحدى الجارات التي أبدت انزعاجها فطمأنتها بأنها ستذهب فوراً ..


و فعلا أكملتا الطريق و هناك رأته و تسمرت عيناهاعليه، ثم تتبعته لفترة لم تقدرها حاله كحالها بل أشد وطأة نفس الانحدار و وجع الظهر و كل تلك الغزوات التي تدور بين غضاريف عاموده الفقري... التعب نفسه والحال نفسها لكن بأضعاف مضاعفة هذه المرة...
إنه جواد، جواد الذي ما انفك كل صبيان الحي عن السخرية منه..ربما لم يكن يسمع أصواتهم أو يستطيع أن يرد عليهم بحروف مفهومة تجنبه سخرية أخرى و مهرجانا آخر ورائه لأن الله حباه من الحواس ثلاثا لاخمسة، لكنه بالتأكيد كان يرى كل شيء و يفهم مغزى كل تلك النظرات التي توهموا بأنهلن يفقهها فقط لأنه فاقد للسانه و أذنيه، خصوصا نظرة أبيه إليه، ها هو يسيرأمامه لكن من دون النظر إليه هذه المرة... كانت دوما تراه كعود خيزران شاهقا شديدالنحول،ذو وجه تشوبه السمرة لكن عود الخيزران الآن مائل مائل جدا يعلوه جبل شاهق أو بالأحرى كيس لن يستطيع أعتا الحمير حمله..أعتا الحمير؟
وصف هو الوحيد الذي خطر ببالها و خصوصا في تلك اللحظة شعرت بسخافة الوصف ثم شعرت بالشبه الشديد بينهما لكن ربما كان الحجم هو الفارق ؛ فحقيبة ريم تؤول صفراً مقارنة بذلك الكيس المهول يستطيع بالتأكيد حمل الحقيبتين ببنصره، قاطع ذلك التفكير المحموم صوت ريم الحاد:شمس..شمس سوف نتأخر..لا وقت للشرود الآن !..


وافق ذلك الامتعاض الماء الذي داهمها من ناحية الجارة التي أزعجها الجلوس على عتبتها سابقا، لم يمرأي بائع للخبز أو الكعك أو البسكويت حتى !! محلات الخضار و الدكاكين مفتوحة منذالأزل طوال الطريق بقيت صامتة تقرأ اليافطات و الإعلانات الكثير منها كانت تنقصه عدة حروف فمطعم أبو حسن تحوّل إلى(طعم أبو حس)كانت دوما تصر على المرور منذلك الشارع بالذات يضحكها ( أبو حس ) رغم أن لمحل ( عبود صب لبن ) الأفضلية في التحديق إلى اسمه الذي لم يفقد حروفه بعد،كان دوما يهيج مخيلتها لكل أنواع الأجبان و الألبان من دون التفكير في نوع محدد، لطالما تخيلت عبود ذاك و هو يصب اللبن في أطباق نحاسية مثل ( طاسة الرعبة ) و يوزعها على الناس بخمسين قرشا أو أقل أوأكثر حسب شطارة عبود و شطارة المشتري ،النكتة بالأمر أن محل ( عبود صب لبن) لم يكن إلا دكانا لبيع القرطاسية أو لنسميها مجازا و حتى لا ينزعج عبود مكتبة صغيرة تقضي حوائج الحي من دفاتر و أقلام و ألوان ..
هناك محل جديد نسبيا يبيع الورد بمختلف ألوانه و أحجامه لم يفتقد حروفه أيضا محل (شامٌ و سنا) غريب أمر الناس!ألم يجد أفضل من ذلك الاسم؟ ثم،لماذا أصر على وضع التنوين فوق شام؟ستسقط قبل كل الحروف..علّقت ريم: بائع ورد في حينا ! و ظلت شمس طول الطريق تتخيل جارهم أبا حسن يهدي أم حسن وردة اشتراها من محل ( شامُ و سنا)





 



هون حفرنا و هون طمرنا!! زورو ثلج قصة قصيرة قد تنال إعجابكم~>هنا

من مواضيع : falas6in

  رد مع اقتباس