بالأمس فيك كل يومي سعيداً
واليوم غدى كل يومي حنينا
و تناثرت حروفي شعراً حزيناً
وغنّتْ طيور الفقد ليلاً طويلاً
وفي كل ذكرى تهديني حنيناً
وخلفتْ كل ذكرى جرحا عميقاً
وكل الضواحي نامتْ ليلاً طويلاً
وماعادت طيورها تشدو غناءً جميلاً
فكأنما أطْفِئتْ أنوارها ليلاً كئيباً طويلاً
وبدا قمرها يضيء فقداً
وكل كل البريد امتلأ أشواقاً
فأشجارٌ الخريف تحكي قدوماً
وبدرٌ لياليها أكتمل نصفه فأخبرني لقاءً
وكل البريد القديم قد وعدنيلقاءً مراراً
وكل شهرِ يحكي قدوماً
فيفيض شعري شوفاً دفيناً
وتغدو كل الليالي حنيناً
وأمسي مناماً رقيقاً
يداعب أشواقنا ليلاً
فيوقظني السادس غشر صبحاً
فلا بدرٌ الأشواق أضاء
ولا الطيورٌ تشدو غناءً
ولا الأقلام تهدي لقاءً
ولا البريد يضمٌ موعداً
فإنّك فد نمتَ ليلاً طويلاً
ونامت كل الضواحي نوماً عميقاً