عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /21-09-2010, 04:40 PM   #26

الخجل عنواني
بنوتة مبتدئة
back to school

 
    حالة الإتصال : الخجل عنواني غير متصلة
    رقم العضوية : 63823
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 60
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : الخجل عنواني is on a distinguished road
    التقييم : 16
    تقييم المستوى : 15
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2705

     SMS : يخاطبني السفيه بكل قبح :: فـ أكره ان اكون له مجيباً

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور الخجل عنواني عرض مواضيع الخجل عنواني عرض ردود الخجل عنواني
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي


عندما كنت صغيرة كنت أغبط الأطفال الذين لهم أمهات يزورونهم
في المؤسسة وهي المكان المقابل لدار الأحداث لدى الشباب
حيث تقضي فيها الأمهات عقوبتهن وكان هنالك بعض إخوتي الذين
لهم أمهات في المؤسسة يذهبون لزيارتهم كل يوم أربعاء يعني يوما كل أسبوع
فكنت أغبطهم كثيرا حين أراهم يستعدون لزيارة أمهاتهم وحين يعودون من الزيارة
أذهب إليهم لأسألهم ماذا فعلوا وماذا رأوا كان يمتلكني الفضول وأود معرفة الكثير
عن تلك الدار التي لم أدخلها يوما كنت أسمع عنها فقط وكان أمنيتي في الطفولة
لو أن كنت أزورها كما يزورها بعض إخوتي ...
حينما كبرت أصبحت أشفق على أولئك الأطفال الذين يزورن المؤسسة في كل أسبوع
لأنهم منذ طفولتهم ارتادوا أماكن السجينات والنزيلات اللاتي يقضين عقوبتهن فيها
فطفل عمره سنة وآخر عمره خمس سنوات وأخرى ثلاث سنوات وغيرهم الكثير
يذهبون لزيارة أمهاتهم في مكان ملوا زيارته ليقضوا بعض الوقت ثم يعودوا للدار مجددا ...
في طفولتي كنت أغبط رؤى حين أراها تستعد لزيارة والدتها النزيلة في المؤسسة
كنت أسألها عن شكل المكان وعن شكل أمها هل هي مثل أمهات الدار ؟؟
وهل دارهم مثل دارنا ؟؟؟
كانت رؤى تكره الذهاب للمؤسسة ربما ملت من كثرة ذهابها إليها بينما كنت أنا أتمنى
لو أن أكون محلها أو أذهب يوما بدلا عنها ...
لم تكن تشبع فضولي بإجابتها المقتضبة فكل شيء نعم ولا ....
مرت أيام لتخرج والدة رؤى من المؤسسة ولتأتي للدار تصطحبها معها وأخيرا رأيت
تلك الأم التي كانت رؤى لاتتحدث عنها كثيرا لا تذكرها بشيء لا خير ولا شر ...
ذهبت رؤى وسط موعنا ونحن نوعها لم تكن أولى ولا آخر من نودع ...
لقد تألمنا كثيرا من الوداع بل لقد تولدت لدي عقدة من الوداع فكم من أخ وأخت
ودعناهم وكم من أخ وأخت لم نعد نرهم للأبد ...
بل حتى كم من أم " حاضنة " ودعناها وفي كل مرة نودع فيها أحد سواء من الإخوة او الأمهات
نتألم أكثر لقد كان قدرنا أن نودع كل من نحب وأن نفارق كل من نحب ...
رغم كثرة من فارقناهم إلا إننا لم نعتد على الفراق بل في كل مرة نشعر بازدياد مرارته ...
حين كنا صغار كانوا أغلب الأمهات من الجنسية المصرية والفلبينية خاصة
لمن هم دون سن الخامسة وطبعا يوجد سعوديات وجنسيات أخرى
لكن أغلب الحاضنات المتواجدات معنا من الجنسية المصرية والآن أصبح الأغلب هن السعوديات
إن لم يكن الجميع باستثناء عدد قليل من الجنسيات العربية والفلبينيات طبعا لايستطيعون الاستغناء
عنهم بحكم أنهن المربيات للمواليد حيث يرافقنهم طوال الوقت ...
حينما نكبر كل واحد منا ينسبونه لأمه الفلبينية فأنا كنت ابنتة جوسي وهناء ابنة ريتا وأمل ابنة ريميلين
وحنين ابنة إيميلي وخالد وعاصم أبناء شيري وهكذا حتى إن بعضهن يتعمدن حين ينادوننا بتعال
ياولد شيري وتعالي يابنت ريتا لكن ذلك كان مصدر فخر لنا فأنا كنت أحب أمي جوسي كثيرا وعلمت فيما
بع أنها هي من ربتني منذ ان كنت وليدة حتى عمر الخامسة ثم انتقلت لأم مصرية ومن بعد عمر
الخامسة يبدأ تشتتنا حيث ننتقل من أم لأم ونفتقد للاستقرار ونتشتت بين تعدد الأمهات ...
المهم أنني كنت أحب أمي جوسي كثيرا حتى بعد انتقلت لأم أخرى لم أنسها كانت باستمرار
تأتيني وتحضر لي الحلويات وعندما تذهب للفلبين وتعود تحضر لي الهدايا استمرت علاقتي بها
حتى بعد أن كبرت إلى ان غادرت المملكة خروج نهائي قبل عدة أعوام لقد شعرت أني حقا افتقدتها
وتركت فراغ عاطفي كبير لقد عملت مايقارب العشرين سنة أحببتها وأنا صغيرة وأحببتها أكثر وأنا كبيرة
كانت تخبرني أنها جاءت للدار وكنت أنا من أول الأبناء الذين قامت بتربيتهم فمجيئها تزامن مع حضوري
تقول لم أكن أما آنذاك إلا أنني أحسست بالأمومة تجاهكم أنتي وبقية أخوتك كنت بمثابة الأم البكر
التي تتعلم كيف تهتم بأبنائها ولم يسبق لها التجربة وكانت تحكي لي الكثير من المواقف والتجارب ...
كنت ومازلت أحبها فكانت حنونة معنا كنت أعرف متى تكون حزينة ومتى تكون سعيدة ومتى تشعر بالألم
ومتى تشعر بالفرح أشعر بها كما تشعر هي بي ...
كنت أعرف كيف أتفاهم معها أعرف كلامها وتفهم هي كل ما أقول حفظت منها كلمات وجمل فلبينية
عشقت الأدوبوه وهي عبارة عن دجاج بالصويا يطبخ بطريقة معينة وأيضا عشقت الكاري كاري
والسي يوان سوان هي طبخات وأكلات فلبينية فمنها تعلمت الكثير من اللغة الفلبينيةوالعادات الفلبينية
كنت أحتفل معها كل سنة بعيد ميلادها وفي عيد ميلادها الخامس والأربعون تفاجأت بقرار رحيلها
رحلت لتربي أبنائها الحقيقين جاءت هنا وهي فتاة لم تتزوج تزوجت وأنجبت وهي مازالت تربي أبناء
ليسوا بأبنائها قالت لي الآن جاء دور أبنائي لأربيهم قلت لها ونحن ألسنا أبناءك ؟؟؟
قالت بلى ولكن أنتم الآن كبرتم وأبنائي مازالو بحاجة لي غادرت وودعناها وداع مليء بالدموع
والحزن والأسى مرات سنوات على رحيلها وأنا مازلت أفتقدها كثيرا ...



كانت أمي جوسي فقط أمي في مرحلة طفولتي المبكرة حينما كنت وليدة
لكن كانت موجودة في الدار تعمل وبعد ذلك انتقلت معنا لنفس الدار الأخرى
وكنت أراها كثيرا بصفة دائمة حتى غادرت خروج نهائي يعني لم تنقطع علاقتي بها إلا بعد
أن غادرت للفلبين ...
انتقلت لأمي الثانية حين كان عمري تقريبا خمس سنوات وطبعا كانوا الأمهات يعملون
بفترات متعاقبة فواحدة تأتي الصباح وأخرى المساء وهكذا يعني كان لي عدة أمهات
لكن الأم الدائمة التي معنا بصفة دائمة كانت من الجنسية المصرية وكنا نتأثر بكل أم تتولى حضانتنا
فكنا نحفظ معها الأغاني المصرية ونجيد الرقص الشرقي بل نردد كلمات كثيرة باللهجة المصرية
أذكر أنني في المرحلة التمهيدية أو الصف الأول الإبتدائي كنت أردد بعض الكلمات باللهجة المصرية
في كلامي فحين أريد شيئا أقول عاوزة , وحين أريد أن أعبر عن حدوث مصيبة أو كارثة أقول يامصيبتي
ويالهوي وغيرها من الكلمات حتى إن زميلاتي كن يسألنني إن كنت مصرية فأجيبهم بلا أنا سعودية
فيقولن لي : طيب ليش تتكلمين مصري ؟؟؟
لم يكن كلامي مصري بل كان سعودي مكسر ومزيج من اللهجتين السعودية والمصرية مثل بعض
المتجنسين حاليا ....
كثيرات هن الأمهات اللاتي تولين رعايتي منذ طفولتي إلى أن كبرت وصرت إلى ما أنا عليه اليوم
بعضهن كن متسامحات وأخريات نظاميات وأخريات طيبات وأخريات قاسيات مررت بكل أنواع الأمهات
كنت أناديهن بماما كثيرات هن اللاتي كنت اناديهن بهذي الكلمة ...
وبعد أن وصلت إلى عمر الثامنة عشر تقريبا توقفت عن لفظ هذه الكلمة ولم أعد أنادي بها أحد
لأن أمهاتي اللاتي كنت أناديهن بهذه الكلمة لم يعدن موجودات فهناك من رحلت وهناك من استقالت
وهناك من فصلت وهناك من تقاعدت وهناك من انتقلت لمكان آخر ...
وكل الأمهات الجدد اللاتي حضرن للدار لم أعد أناديهن بماما لأنهن جئن وأنا كبيرة وأدرك انهن لسن
أمهاتي ولا يستطعن أن يكون أمهاتي أصبحت يتيمة من جديد حين تخليت عن هذه الكلمة فأغلب الأمهات
الجدد في أعمار صغيرة أخجل من أن أناديهن بماما وكبرت وأنا مازلت أفتقد هذه الكلمة وحرمت حتى
من نطقها وافتقدتها كما افتقدت أشياء كثيرة غيرها ...
حين كنت صغيرة كنت أسمي أي حاضنة أمي وكنت أنادي جميع الحاضنات بماما وكذلك الحال بالنسبة
لنا جميعا وحين كبرت أصبحن الأمهات صديقات وزميلات وأخوات لأنهن في أعمار مقاربة لعمري
ولربما بعضهن يصغرنني عمرا ....
مرت الآن عشر سنوات وأنا لم أنطق تلك الكلمة كنت أنظقها وأنا يتيمة في طفولتي ومراهقتي
وحين افتقدتها شعرت أني حقا أصبحت يتيمة من جديد ...
"يتبع "
ليلى كانت أختي أيام الطفولة والمراهقة منذ أن عرفتها وهي تحكي نفس الحكاية
لكل من تراه سواء موظفات جدد أو حاضنات أو حتى زائرات ....
كانت تقول لهم إن لها أما وأبا وإخوة وكلهم انتقلوا لرحمة الله في حادث ولم يتبق على قيد
الحياة إلا هي , حتى نحن كانت تحكي لنا نفس الحكاية كلنا نعرف أننا أيتام وأن لنا أم وأب هم
في السماء انتقلوا لرحمة الله لكن لم يكن لدينا قصص ومعرفة بظروف وفاتهم وكل مسألنا عن
أهلنا نجد جوابا واحدا فقط وهو أنهم في السماء عند الله ....
ليلى هي الوحيدة التي كانت لها قصة حتى إنها كانت تحكي لنا نفس القصة كل يوم ولكل من تراه
مرت الأيام وكبرنا وليلى مازالت تحكي نفس القصة بنفس التفاصيل من حيث السيارة الجيب التي
كانت تقلهم والخادمة التي ماتت في الحادث وعدد أفراد الأسرة لم تغير شيئا من التفاصيل
لا أعرف من حكى لها تلك الحياة كل ما أعرفه هو أن ليلى تحكي لنا دوما نفس الحكاية ....
كانت ليلى تكبرني بسنتين كبرنا أنا وليلى وعرفت ليلى حقيقتها وعرفت أنا أن القصة التي كانت
ترويها لنا لم تكن سوى من نسج خيالها فكانت مثلها مثلنا مجهولة النسب ....
لكن الغريب أنها حتى حين عرفت حقيقتها لم تقتنع بها ومازالت تحكي نفس الحكاية لكل زائرة
أو موظفة جديدة وبعضهم يصدقنها والبعض الآخر يتعجبن حين يعلمن أنها تكذب لأنها هي من تبادر
بحكاية قصة دون أن يطلب منها أحد بينما نحن بقية الفتيات لم نكن نحكي شيئا عن أنفسنا ...
ليلى لم تصدق واقعها وعاشت في قصتها الخيالية التي نسجتها لنفسها أو ربما روتها لها إحدى
الحاضنات في طفولتها وكانت دائما إذا اختلفنا وتشاجرنا تعايرنا بماضينا ...
ففي إحدى المرات اختلفت هي وريم فرددت جملتها التي دائما تردهها قائلة :
اسكتي بس يابنت الشوارع وياللي أهلك رموك في الشارع أصلا تستاهلين والله إنهم رموك
شايفة نفسك وإنتي مالك أهل أجل لو لك أهل وش بتسوين ؟؟
فقالت ريم : شوفوا من يتكلم بس بنت الحسب والنسب اقول بس لا تعايرني ولا أعايرك الهم
طايلني وطايلك والحال من بعضه حبيبتي وشوفي عاد وين رموك أهلك ؟؟؟
فردت عليها قائلة: لا حبيبتي أنا أهلي ماتوا في حادث مارموني مثلكم ....
كانت تعامل نفسها على أنها ليست مجهولة الهوية برغم أنها بلا عائلة ولا نسب اسمها كأسمائنا
إلا أنها تأبى أن تصدق واقعها ....
مرات سنوات وافترقنا أنا وليلى فأصبحت هي في دار وأنا في دار أخرى وأصبحت أراها في بعض
الحفلات والمناسبات ولم أعد أعلم عنها الكثير حتى قابلتها يوما في الجامعة
"يتبع " ...
فحين دخلت الجامعة كانت المفاجأة أن رأيتها تدرس معي في نفس الجامعة وقابلتها صدفة
عند إحدى بوابات الجامعة فكانت تدرس أدب انجليزي وتسبقني بسنتين ...
سررت كثيرا برؤيتها ولكن حين وقعت عينها في عيني نظرت إليّ بنظرة لم أعرف معناها ثم أكملت
مسيرها مع مجموعة من صديقاتها كان يبدو أنهن من الطبقة المخملية وأدركت فيما بعد أنهن
بنات وزراء وأمراء وشخصيات معروفة ....
تعجبت كثيرا من تصرفها لقد كنا أخوات نلعب ونأكل ونشرب بل ننام في نفس الغرفة فمالذي
يدعوها لتجاهلي بهذه الطريقة .....
أكملت يومي وأنا أتنقل بين مبنى ومبنى ومن محاضرة لأخرى لكن التفكير بها مازال يؤرقني
وفجأة إذ بها تأتي وتسلم علي وكانت لوحدها وأخذتني لنجلس معا ونتحدث وقبل أن أسألها
عن سبب تجاهلها لي صباح اليوم بادرت هي بالحديث وقالت لي : اسمعي ترى أنا شفتك اليوم
ويوم طالعتك كنت أبغاك تفهمينها وماتجين تسلمين علي لأني مع صديقاتي وصديقاتي هذولا كلهم
من عوايل معروفة وناس راقين وأنا خفت تجين وتقولين إني أختك وتفضحيني عندهم لأنهم مايدرون
إني من بنات الدار ولو جيتي وعلمتيهم بانفضح وترى محد يدري ولو درى أحد بعرف إنه منك
لأني الحين معروفة ولي معجبات وكثير بنات يتمنون يصادقوني بس أنا ما أصادق إلا اللي أبغى
ولو دروا إني من الدار بأطيح من عيونهم وبيتشمتون فيني الأعداء وياويلك لو علمتي أحد ...
وأنصحك بعد إنك ماتعملين إنك من بنات الدار أصلا هنا مو زي المدرسة وماراح أحد يعرف من تكونين
ولا وين تعيشين ولافيه باص الشؤون ولا غيره عشان يعرفون وإذا ماعلمتيهم ماراح يدرون عنك...
ثم ودعتني بعد أن أخذت مني عهدا أن لا أخبر أي أحدا في الجامعة عن حقيقتها
وفي اليوم التالي جاءت لتصطحبني معها وعرفتني على صديقاتها وحين قدمتني لهن قالت :
أعرفكم على صديقتي أيام الطفولة والمرحلة الابتدائية ولم تقل أختي حينها أدركت أن ليلى مازالت
تعيش في نفس الوضع الذي فارقتها عليه لم تتغير ليلى ومازالت تنسج لمن تعرفهم قصصا
من خيالها لا أعرف ماقالته لهم عن حياتها لكن كل ما أعرفه هو أنها لم تخبرهم بحقيقتها
فقط قلة هم من يعرفون حقيقتها .....
أصبحت أتحاشى الجلوس معها وهي صديقاتها كنت أشعر بأني غريبة بينهن وبأني أرتدي قناعا
مزيفا لايناسبني وأتقمص دورا فاشلا فلم أكن أعرف كيف أجاريهم في أحاديثهم
وليلى حذرتني من أن أتحدث عن الدار لم يكن هناك ألفة ولا حوار مشترك فقررت الابتعاد عنهم ....
لكني فكرت كثيرا بماقالته لي لقد نصحتني أن لا أخبر زميلاتي في الجامعة بحقيقتي كي لا ينظرن
إلي نظرة مختلفة فعلا ربما هي محقة فيما قالت كانت تتصرف بثقة وحولها العديد من الصديقات
وأخريات كثر كن يتمنين أن يحظين بصداقتها ربما لو علمن حقيقتها لتغير الأمر ....
والآن وبعد أن مرت سنوات على تخرجي وتخرج ليلى قبلي من الجامعة لم أعد أدري
إن كانت مازالت تتقمص نفس الدور أم أنها رضخت للأمر الواقع والحقيقة المرة
هل مازالت تكذب وتعي أنها من عائلة أم أنها اعترفت بأنها مجهولة النسب والهوية ....
حين أفتح الموضوع وأبدأ في الكتابة أشعر أحيانا أن المواقف والقصص تتزاحم في ذاكرتي
فلا أعرف من أين أبدأ رغم أني كنت افكر أن ابدأ من طفولتي حتى أصل لحياتي الحالية
لكن في كل مرة ابدأ فيها الكتابة أبدأ من أي موقف أو حادثة تتبادر لذهني وأكتبها لكم مباشرة
وهذا هو ما أستطيع أن أعلل به قصوري في الكتابة وعذري في بعض الأخطاء النحوية واللغوية أو حتى
الإملائية التي أقع فيها وذلك لأني أكتب مباشرة ع الكيبورد وبعد ذلك حين أجد بعض الأخطاء
قد لا أستطيع تعديلها بسبب ذهاب أيقونة التعديل وأحيانا أخرى استدرك أخطائي وأعدلها ....
************************************************** ***********
في طفولتي كنا مغرمين بالآيس كريم وفي الدار يعدون لنا أحيانا بسكويت الآيس كريم
لكننا كنا نفضل النوع الآخر الذي لا يتوفر في الدار وهو الآيس الكريم المتعدد الألوان والنكهات
برتقال و ليمون وفراولة وبيببسي وكان هذا النوع غير متوفر في مطبخ الدار ويتم منع بيعه في
مقصف الدار لذا كنا نحصل عليه عن طريق الأمهات فنطلب منهن إحضاره لنا وأحيانا نعطيهن
من مصروفنا كي يحضرنه لنا وكنا نتلذذ به كثيرا وفي إحدى المرات قالت لنا إحدى الأمهات
إنتم تحبون هذا الآيس كريم صح ؟؟؟ قلنا له : إيه نحبه مرة ولا نشبع منه ...
قالت : طيب تبغون يصير عندكم منه كثيييييييييير .... فأجبنا بحماس : إيه نبغى
قالت خلاص خذوا أعواد الايس كريم وروحوا أزرعوها في الحديقة بعدين يطلع لكم
شجرة آيس كريم كبيرة وكل يوم تآكلون منها ببلاش ...
سألناها : وينبت ويصير ثلج زي هذا اللي معنا ...
قالت : إيه إنتم جربوا وبتشوفون بس لازم كل يوم تسقونه بالموية وتهتمون فيه ...
وكنا أي شيء تقوله الأم لنا نشعر أنه حقيقي ونصدقه مباشرة حتى لو كان لا يصدق ...
ولما قالت لنا كذا ماصدقنا خبر وكل واحد زرع له كم عود آيس كريم وطبعا أنا من ذكائي زرعت خمسة
أعواد مختلفة أبغى آيس كريم برتقال وليمون وفراولة وبيبسي ومانجو خخخخخخخخخخ
وكل يوم كنا نسقيها ننتظرها أن تكبر وتصبح شجرة آيس كريم وبعد عدة أيام تخاصمنا أنا وعمر
فقام بتخريب الحوض الذي زرعت فيه آيس كريماتي كي يغيظني وينتقم مني خاصة أنني
كنت أناديه يامصاصه " لأنه يمص أصبعه " وبعد أن خرب حوضي ذهبت مباشرة للأم وأنا أبكي
وأشتكي على عمر عندها وكانت هناك مجموعة من الأمهات مجتمعات لتناول وجبة العصر
والقهوة مع بعضهن وحين رأتني أبكي سألتني عن السبب فقلت لها : عمر خرب حوضي اللي
زرعت فيه آيس كريم في الحديقة وما إن أكملت جملتي إلا والصرخات والضحكات تنطلق من
الأمهات واللي تقول : وش تقولين ؟؟؟ عمركم شفتوا آيس كريم ينزرع ؟؟؟ ياسبحان الله عيال
الدار هذا هم مايفهمون كأن مالهم عقول مايدرون وين ربي حاطهم ؟؟؟
فقالت لهم أمي : إيه بس عشان تشوفون الذكاء الخارق اللي في عيالي وتحسدوني عليهم ....
فقالت أخرى : والله إنتم ياعيال الدار هذا اللي فالحين فيه التخريب والمشاكل أنا أشوف لو إنهم
يطلقونكم على إسرائيل والله لتحررونها بيوم أو يومين بالكثير ومايمر أسبوعين إلا ومافيها
ولا إسرائيلي بتهججونهم كلهم خخخخخخخخخخخخخخ
طبعا دائما كانوا ومازالوا يتهموننا بالمشاكسة والمشاغبة لكن شيء بديهي أن نحدث كل تلك
الجلبة والفوضى لأننا مجموعة كبيرة من الأولاد والبنات وفي أعمار متقاربة فكنا عدة أسر في نفس
المبنى وكل أسرة تضم عشرة من الأطفال وأحيانا ثمانية حسب الوضع ومن الطبيعي أن نحدث
ضوضاء خاصة حين نلعب ونتخاصم ....