يقول الله تعآلى في سورة السجدة :
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
() فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
( تتجآفى جنوبهم عن المضآجع )
اي : ترتفع جنوبهم , وتنزعج عن مضآجعهآ اللذيذة إلى ما هو ألّذ عندهم منه
وأحّب إليهم , وهو الصلآة في الليل ومنآجآة الله تعآلى ,
ولهذاآ قال : ( يدعون ربهم ) أي :
في جلب مصآلحهم الدينيه والدنيويه , ودفع مضآرّهما .
( خوفاً و طمعاً ) اي :
جامع بين الوصفين خوفا ان ترد اعمالهم وطمعا في قبولها ,
خوفا من عذاب الله , وطعما في ثوابه .
( و ممّـا رزقنآهم ينفقون )
من الرزق قليلاً كآن او كثيرا .
وأمّآ جزآؤهم ؛ فقآل : ( فلآ تعلم نفس )
يدخل في جميع نفوس الخلق ,
( مآ اُخفي لهم من قرّة أعين )
من الخير الكثير , و النعيم الغزير , و الفرح و السرور , و اللذّة و الحبور , كما قال تعآالى على لسآن رسوله :
" اعددت لعبآدي الصآلحين , مالا عينٌ رأت ولا اُذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر "
فكما صلّوا في الليل ودعوا وأخفوا العمل , جآزآهم من جنس عملهم
فأخفى اجرهم ولهذآ قآل :
( جزاءً بمآ كآنوا يعلمون )