عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /15-01-2010, 05:16 PM   #13

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو

L21
 
    حالة الإتصال : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo غير متصلة
    رقم العضوية : 58554
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    العمر : 29
    المشاركات : 536
    بمعدل : 0.10 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enoughѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enough
    التقييم : 117
    تقييم المستوى : 18
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2343

     SMS : ~ ما مضى فات ، وما ذهب مات ، فلا تفكري فيما مضى ، فقد ذهب وانقضى|ْ|ْ♥

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض مواضيع ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض ردود ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
    أوسمتي :         هنا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

kalp.2.

دقّ جرس المدرسة ليعلن إنتهاء الإستراحة الثانية لذاك اليومـ ..
اتجه جميع التلاميذ كلٌ نحو قسمه ، لتبدأ الحصة السابعـــــة ..


مرّت [ رانيــــا ] بقسمـ [ عليٍ ] كأنها تتحق من أمرٍ مهمـٍ ..
انبتهت [ عبير ] لفعلها ذاك .. اقتربت منها سائلةً إياها ..



[ عبير ] : " ماذا عندكِ هنـــا ؟! "
[ رانيــــا ] : " غريب ! عند مجيئي رأيتها هنـــا ! "
[ عبير ] : " مــــن ؟! "


بدا الإستياء على [ رانيــــا ] ، حركت رأسها يمنةً ويسرةً ...
وقالت : " كلاّ .. لا شيء .. "
[ عبير ] : " خِلتُ أنكِ لا تطيقين ابن خالتكِ ذاك ! "
[ رانيــــا ] باستغراب : " مـــن ؟ [ علي ] ؟! "
[ عبير ] : " ومن غيره ؟ ألمـ تقولي أنكِ لا تطيقينه ؟ "
[ رانيــــا ] : " أرجــــوكِ .. ذاك المختل لا يمكن أن أتحمله البتة "
[ عبير ] : " مختــــل ؟! مممممـ .. هذا الوصف لا يناسبه .. ما رأيكِ بــــ ,,, "
[ رانيــــا ] مقاطعة : " أحمـــق .. "
[ عبير ] : " لا .. "
[ رانيــــا ] : " غبــــي .. "
[ عبير ] : " لا .. "
[ رانيــــا ] : " إذًا سخيف .. "
[ عبير ] : " أيضًا لا .. "
[ رانيــــا ] : " وماذا إذًا ؟! هيي .. تحدثي ! "
[ عبير ] : " الحقيقة .. وبلا أي إنكار ، أراه .. جذّابًا !! "


اتسعت عينا [ رانيــــا ] ... : " ذاك الأحمق .. جذاب ؟! "
أومأت [ عبير ] برأسها لـــ [ رانيــــا ] .. وعلى وجهها ابتسامة ..
وضعت [ رانيــــا ] يدها على رأسها ، وهي تقول : " خذيه إن شئتِ .. فأنا لا أطيقه "


ضحكت [ عبير ] من رد [ رانيــــا ] ، الذي اعتبرته شيئًا من مزاجها المعهود ..








دخلتِ الفتاتان القسمـ ، قصدتــا مقعديهما ، جلست [ عبير ] بمقعدها ،
همّت [ رانيــــا ] بالجلوس على مقعدها ، إلاّ أنها تعثرت بساق الكرسي الذي
أخذته [ وصــــال ] ووضعته بوسط الممر ..
سقطت [ رانيــــا ] جرّاء تعثرها على [ وصـــال ] التي بدورها فقدت توازنهـــا
مما دعاها لأن تسقط أرضًــــــا ..


تفاجأت [ عبير ] لذا رؤيتها لذاك المنظـــر ، نهضت من مكانها بسرعة لتتوجه إلى الفتاتين ..
ابتعدت [ رانيــــا ] عن [ وصـــال ] بسرعةٍ مرتبكة مما حصل ..
بدا أن [ وصـــال ] قد انزعجت من هذا التصرف ..
نهضت غاضبــــة ، بينما همّت [ رانيــــا ] بالإعتذار ..




[ رانيــــا ] : " الــ .. المعذرة يا [ وصـــال ] ,, لمـ أقصد أن ... "
[ وصـــال ] غاضبةً مقاطعةً : " لمـ تقصدِ ماذا ؟ أيتهــــا الــ ... "
أتت [ عبير ] تقاطع [ وصـــال ] : " ماذا ؟ أكمــلي ... "
صمتت [ وصــــال ] للحظة تنظر إلى [ عبير ] ، إلاّ أنها سرعان ما تحدثت غاضبة ..
[ وصـــال ] : " يجدر بكِ أن تمسكي بقريبتكِ هذه وإلاّ ... "
[ عيبر ] مقاطعةً : " وإلاّ ماذا ؟ كدتُ أن أصدق لطفكِ المزعومـ وقت الظهيرة "
التفتت إليها [ رانيــــا ] مستغربة من العبارة الأخيرة ، أمـــّا [ وصــال ] فقد اجتاخها غضبٌ جامحٌ بعد
عبارتها تلك ..


تقدمت [ وصـــال ] من [ عبير ] غاضبةً ، لمـ تنتبه لطول تنّورتها ، مما جعلها تسقط متعثرة بها ..
سقطت فاقدةً توازنها ، ارتطمت ذراعها بحافة ساق الكرسي الملقى جانبًا ، لتُجرح ذراعها إثر ذاك الإرتطامـ ..

سالت دماؤها ، أخذت تبكي وتنصرخ متألمةً تتوجع من ذاك الجرح ، توجهت إليها [ أمــــل ] التي بدا أنها
خائفةٌ على صديقتها ..

لمـ تستطع [ رانيــــا ] تحمل صراخها الذي تجمهر من أجله تلاميذ القسمـ حولها ، أسرعت نحو حقيبتها ، بحثت فيها ،لتخرج منها علبة صغيرة الحجمـ ، أخذتها ، وعادت إلى حيث تجلس [ وصـــال ] ..
دنت إليها ، لتجلس على ركبيتها بجوارها ، أخرجت من جيبها منديلاً صغيرًا ، أخذت بمسح به وجهها المتعرق
جرّاء ذاك الألمـ .. تناولت العلبة التي أخرجتها من حقيبتها ، فتحتها ليتبيّن أنها علبة إسعافاتٍ أوليّة !
أخرجت منها قطعةً قطنٍ صغيرةٌ وأشبعتها بمعقمـٍ طبي ..

التفت [ رانيــــا ] إلى [ أمـــل ] وأشارت لها أن تثبت صديقتها جيدًا ..
وجّهت حديثها إلي [ وصـــال ] : " عزيزتي .. أعلمـ أن هذا الجرح يؤلمكِ ، هذا المعقمـ سينفعكِ ..
إلاّ أنه سيزيد من وجعكِ ، فهل ستتحملينه ؟ "
نظرت إليها [ وصـــال ] لمـ تنطق بكلمة واحدة ، إنما أغمضت عينيها وغضّت شفتيها ألمًا ..

بدا الإرتباك واضحًا على وجه [ رانيــــا ] ، أغمضت عينيها ، طلبت عون ربها ، وسمّت باسمه جلّ عُلاه
باديةً به عملها ..

وضعت القطن بهدوءٍ على الجرح تنظفه ، أحست [ وصــــال ] بالألمـ الشديد لتصرخ صرخةً مدويةً لمـ تحتج الكلمات
لتفسيرها ..

لمـ تستطع [ أمـــل ] الإمساك بصديقتها وحدها ، نزلت [ عبير ] لمساعدتها ، رغمـ أن الغضب ما زال واضحًا على
وجهها ، حسب ما رأته [ أمـــل ] ..


نظفت [ رانيــــا ] الجرح ماسحةً الدماء التي من حوله ، لفّت ذراعها بالضمادة التي معها ، لتنتهي من عملية إسعافها ..
بدا أن [ وصـــال ] قد كفّت عن البكاء ، إلاّ أن الدموع بقيت تسيل على خدها الذي احمرّ بكاءً ..

ارتاحت [ رانيــــا ] لذا رؤيتها لـــ [ وصــــال ] وقد صمتت ..
ابتسمت لها ، ونهضت من عِندها بغير كلمة واحدةٍ متجهةً إلى مقعدها ..


لمـ تستطع إخفاء علامات الإستغراب التي انتابه ، لمـ يجد مسوغًا لما فعلته قبل قليلٍ ..
بعد كل الذي فعلته لها ، بكل بساطةٍ تساعدها ؟
أبعد أن جعلتها سرخيةً للتلاميذ ، تنقذها ؟
غيرها ما كان ليفعل ذلك البتة !

تقدّمـ إليها ، ليقف على مقربةٍ منها ، انتبهت إليه ، لتلتفت ناظرة إلى وجهه لامحةً نظرات التعجب والإستغراب ..




نطق [ وســــامـ ] : " لـــ .. لمـَ ؟ "
لمـ تجبه هي بكلمةٍ واحدةٍ ، إنما ظلّت على صمتها ..
أردف سائلاً : " أبعد كل ما حدث ، تســــاعدينها ؟ "



ابتسمت هي بعد سؤاله ذاك ..
أبعدت نظرها عنه .. وقالت :
" ربمـــا .. لأنني لمـ أستطع قتل ذاك الطبع فيّ بعد "












كانت آثار الدموع ما تزال مطبوعة على خدها ، أخذت تمسحها بيدها مخافة أن يسخر أحدٌ منها
عليها .. نهضت من الأرض ، أسرعت صديقتها لتساعدها ، إلاّ أنها ما احتاجت لها ..
لمـ تستطع أن تخفي علامات الدهشة التي ملأت وجهها ، فآخر ما توقعته ، أن تهبّ
[ رانيــــا ] التي لطالما سخرت منها ، أزعجتها ، ومدّت عليها يدها ، لمســـاعدتها ،
وإخماد ذاك الألمـ الذي اعتصر ذراعها ..


بدا أنها قد غاصت في بحر عميقٍ من الشرود ، فلمـ تلتقط أُذناها أي أصواتٍ البتة ، بالرغمـ
من أن رفيقتها [ أمـــل ] تحادثها ، فجلّ ما كان يشغل ذهنها ..
هو ذاك الشريط الذي يعرض تصرف [ رانيــــا ] معها ..


نظرت إليها ، لتجدها تبتسمـ للتي بجاورها ، تبتسمـ لـــ [ عبير ] التي أسرعت وجلست بجانبها ..
غافلتها تلك الدمعة التي سقطت من عينها ، إلاّ أن سرعة يدها مكنتها من مسحها بسرعةٍ قبل أن يلاحظها
أحد .


أحاسيسٌ غريبةٌ لمـ تفهمها [ وصـــال ] وقتها ..
أهو الشعور بالذنب ؟
أمـ الذل كان ؟
هل لأنها وللمرة الأولى تلقى لطفًا من أحدٍ ؟
بالرغمـ من تصرفاتها السابقة ، أمـ هي شفقةٌ لمستها من [ رانيــــا ] ؟


لمـ تفهمـ تلك الأحاسيس ، ولمـ تستطع ترجمتها ، فكيف تفعل ؟
وهي لمـ تعرف حتى ما إحساسها .. لمـ تعرفه لتفهمه ..
التفتت صوب النافذة ، لمـ ترَ منظر السماء الزرقاء عبرها ، إنما رأت شيئًا مختلفًا ..
رأت كلّ أفعالها مع [ رانيــــا ] ..
رأت صفعاتها لها ، رأت حركاتها السيئة معها ، رأت الضفدع الذي أحضرته لها ..
رغمـ ذاك الضجيج الذي كان بالقسمـ ، فإنها لمـ تسمعه ..
بل سمعت شيئًا مختلفًا تمامًا .. سمعت شتائمها التي وجهتها لــ [ رانيــــا ] ..
سمعت إستهزاءاتها بها ، سمعت سخرياتها التي انطلقت من فمها منها ..


أحست بضيق يخنقها ، ويحضّها على الإعتذار ، إلاّ أن خجلها منعها ..
منعها حتى من النظر صوبها ، منعها .. وأبقاها في مقعدها جالسةً ..


أتت تلك اليد لتقطع أحاسيس [ وصــــال ] ، أتت تهز كتفها كمن يوقضها من غفوتها ..
انتبهت لها [ وصــــال ] ، لترى أنها [ أمـــل ] تحاول جاهدة صرف نظر [ وصـــال ] لها ..





[ أمــل ] بعتاب : " [ وصــــال ] ! مالي أراكِ كالصنمـ أمامي ؟ تحدثي .. قولي شيئًا "
لمـ تجب [ وصـــال ] .. بدا أنها مضطربةٌ نوعًا ما .. تارةً تنظر نحو صديقتها ، والتارة الأخرى إلى الأرض ..
[ أمــل ] بغضب : " ماذا ؟ استطاعت تلك المستجدة أن تُدخلكِ في متاهة بعد تصرفها ذاك ؟ "
ظلّت [ وصـــال ] على صمتها ، لا تحرك سوى عينيها ، تفتحهما مرة ، وتغلقهما المرة الأخرى ..
ضربت [ أمــل ] بيدها على الطاولة ، وقالت صارخةً : " آخر ما أتوقعه منكِ أن تعتذري منها ..
ويحكِ أن تفكري بذلك حتـــى ! "


بدا أن [ وصـــال ] قد استوعبت ما الذي يحدث حولها ,,
أنزلت رأسها ، وقالت : " وإن قلتُ لكِ أن هذا ما يحدثني به قلبي ؟ "
اتسعت عينا [ امــل ] : " مستحيل ! [ وصـــال ] ! أنتِ .. تعتذرين ؟ غير ممكن ! "
نظرت إليها [ وصـــال ] : " لكنني أود ذلك حقًا .. بعد الذي فعلتُه لقيتُ منها المساعدة "
[ أمــل ] بغضب : " لن أسمح لكِ .. قولي غير هذا الكلامـ .. إعتذار ؟ أين ذهبت كرامتكِ يا [ وصـــال ] ؟ "
قطّبت [ وصـــال ] حاجبيها : " كرامتي معي يا [ أمــل ] .. وبها سأعتذر "
[ أمــل ] بارتباك : " أنتِ لستِ مصابة في ذراعكِ .. بل في عقلكِ ولا شك ..
اسمعي ,, لكِ حرية الإختيار .. إمّا أنــــا ، أو تلك المستجدة .. "


استغربت [ وصـــال ] من هذا الكلامـ ، أرادت الحديث
إلاّ أن [ أمــل ] أردفت : " وباعتذاركِ ذاك ، تكونين قد اخترتها هي .. ولا مجال للنقاش "




نهضت [ أمـــل ] من عِند صديقتها ، لتتركها في دهشة من آخر كلماتها ..
تابعتها بعينيها ، لتراها تتجه نحو [ رانيــــا ] والغضب بادٍ على مظهرها ..


وقفت [ أمــل ] أمامـ [ رانيــــا ] ، وضعت يديها على الطاولة ، انحنت لـــ [ رانيــــا ] .. لتلتفت لها الأخرى ..
قالت بلهجةٍ ساخرة : " أحسنتِ صُنعًا يا هذه .. تتقنين التمثيل جيدًا ..
تابعي ، فدور الطيّبة رائعٌ وأنتِ تلعبينه "


اندهشت [ رانيــــا ] من كلامـ [ أمـــل ] ، لتظهر تلك الدهشة على وجهها تمامـ الوضوح ..
أردفت [ أمــل ] مهددةً : " ويحكِ أن تخدعيني .. قراءة ما بين السطور عملي الذي اتقنه "


انصرفت [ أمـــل ] من عِندِ [ رانيــــا ] تاركةً إيّاها في دهشةٍ عارمة لا توصف ..


التفتت [ رانيــــا ] إلى [ عبير ] ، لتجدها أيضًا في دهشةٍ من أمرها لا تعي ما الذي يحدث ..



[ عبير ] : " ما بهـــا هذه ؟ "
[ رانيــــا ] : " وما أدراني ؟! "
ضحكت [ عبير ] ساخرةً : " السذّج يملؤون هذا القسمـ .. "



ضحكت [ رانيــــا ] مما قالته [ عبير ] ، استدارت لتقع عيناها بــ [ وصـــال ] التي ظلّت تحرك رأسها
يمينًا ويسارًا نافية فعل [ أمــل ] ..
انتبهت [ وصـــال ] لنظرة [ رانيــــا ] ، ممّا جعلها تنظر إليها ..


راود [ وصـــال ] الخجل من نظرة [ رانيــــا ] ، أنزلت عينيها وارتسمت ابتسامة على وجهها
ذاك ، نظرت إلى [ رانيــــا ] نظرة سريعة ، لتجدها متفاجئة من ابتسامتها تلك ..
شعرت [ رانيــــا ] أن ابتسامة [ وصــال ] تلك إنما هي رسالة اعتذار ، فبادلتها الإبتسامة نفسها ..


لمـ تنطق أيٌ من الفتاتين بأية كلمة ، بل جعلتا لغة الإبتسامة سبيل التخاطب بينهما ..



من جهةٍ أخــــرى ، وفي زاوية بعيدة في القسمـ خلفًا ، كانت [ صـــوفي ] تشاهد تلك الإبتسامات المتبادلة
بين [ رانيــــا ] و [ وصـــال ] ..
راودتها الدهشة أولاً .. إلاّ أنها سرعان ما رددت في ذهنها :


" بهذا نعتبر أن العداء قد انتهــــى بين الفتاتين "


أرجعت ظهرها للخلف ، وتنهّدت وعلى وجهها ابتسامة وإن دلّت على شيء ، فإنما تدل على فرحة اجتاحتها ,,
قالت بنبرة فرحة : " الحمـــــد لله على ذلك "














رنّ جرس الثانوية عقِب الحصة الأخيرة التي لمـ تذهب عن فراغ ، ليعلن نهاية الدوامـ لذاك اليومـ ..
انصرف التلاميذ كلٌ لمنزله ..


أخذت [ رانيــــا ] تدخل كتبها في حقيبتها تستعد للعوة إلى منزلها ..
نهضت لترافق [ عبير ] ، إلاّ أنها انتبهت لقدومـ [ وصـــال ] نحوها ..



بدا أنها مرتبكةٌ نوعًا ما ، أرادت قول شيءٍ ما ، إلاّ أن [ رانيــــا ] فهمت القصد من ارتباكها ..
ابتسمت لها [ رانيــــا ] ، وقالت : " لمـ يحدث شيء ، حمدًا لله على سلامتكِ "


ابتسمت [ وصـــال ] لها ، رددت بخجل : " آآآآ ... أشكرك "
أومأت لها [ رانيــــا ] باسمةً ، انصرفت بصحبة [ عبير ] لتترك [ وصـــال ] بمفردها ...



تقدّمت صوبها [ صـــوفي ] ، وقفت خلفها ، وضعت يدها على كتفها ,,
وقالت : " أحسنتِ ,, الآن بتِّ تعجبينني .. "


وانصرفت من أمامها غير تاركةٍ لها الفرصة لأن تتحدث ..















تمامـ السادسة مساءً ، هذا ما أشارت إليه ساعة هاتف [ صـــوفي ] الجوّال ،
رددت في ذهنها : " ربع ســـاعة ويصل " ، أغلقت هاتفها ووضعته في جيب بنطالها المزركش ذاك ..


طلبت سيارة أجــرة كانت بالشارع ، اختارت من المقعد الخلفي مكانًا لها ، دخلت لتجلس عليه ..


سائق سيارة الأجـــرة : " ما وجهتكِ ؟ "
[ صـــوفي ] : " خذني إلى محطّــــة القطار ,,, رجاءً "


انطلقت السيارة بسرعة رغمـ الزحامـ الذي ملأ شارع تلك المدينة وقتها ..
ظلّت [ صـــوفي ] تنظر إلى الطرقات من خلال النافذة ، وهي تفكر بعمقٍ شديدٍ ..
" هل تغيّـــــرتَ ؟ هل تبدّل حالك ؟ أمـ أنني كما تركتك .. سأجدكَ الآن ؟ " رددت هذه الأسئلة كلها
دفعةً واحدة في ذهنها ,, تفكر بأمر والدها الذي تستعد الآن لاتسقباله ..













خرجت الأستاذة [ حسناء ] من بوابة المدرسة ، ليلفت انتابهها جلوس [ وصـــال ] على الرصيف قرب البوابة ..
اقتربت منها ، دنت إليها ، لتجلس بجوارها ..


أ. [ حسناء ] : " اسمكِ [ وصــال ] أليس كذلك ؟ "
[ وصــال ] : " صحيح أيتها الأستاذة "
أ. [ حسناء ] : " طيب يا [ وصـــال ] ,, تأخر والدكِ عنكِ ؟ "
أومأت [ وصـــال ] بالإيجاب ، رأتها الأستاذة لتخرج من حقيبتها هاتفًا خلويًا ..
وناولته لــ [ وصـــال ] ، قائلةً : " خذيه واتصلي بوالدكِ ليحضر إليكِ "


التقطت [ وصـــال ] منها الهاتف ، وأخذت تدقّ على أرقامه طالبةً رقمـ والدها ..
وضعت الهاتف قرب أذنها ، وبدأ الإتصـــــال ، انتظرت ، وانتظرت ..
إلاّ أنه لمـ يجبها أحد ..
أبعدت الهاتف عن أذنها ، باديًا على وجهها الإستياء الشديد ..
فهمت المعلمة الامر من تعابير [ وصـــال ] الواضحة ..
قالت لها : " جرّبي أن تتصلي بوالدتكِ ، إن كانت تحمل هاتفًا "


نفّذت [ وصـــال ] ما أمرتها به معلّمتها ، وطلبت رقمـ هاتف والدتها ,,
بدأ الإتصـــال ، لتجيب والدتها أخيرًا ..


[ وصــال ] بلهفة : " أمـــي ؟! "
والدتها : " [ وصـــال ] ؟! ما الأمر عزيزتي ؟ "
[ وصـــال ] : " لمـ يحضر والدي .. "
والدتها : " مجددًا ؟ لا شك أن تلك الحرباء لمـ تتركه يحضر إليكِ "
[ وصــال ] : " والعمـــل ؟ ألا تستطيعين أن تحضري أنتِ ؟ "
والدتها : " مستحيـــل ! اليومـ دوره هو ليسمح لكِ بالمبيت عنده .. "
[ وصــال ] : " لكنه لمـ يأتِ .. و لا أستطيع البقاء بالمدرسة "
والدتها : " لا يهمني .. كان عليه أن يكون أكثر اهتمامًا بكِ ,, إلاّ أنه منشغلٌ بتلك الشمطاء ..
آخ فقط .. لو أنها تسقط بين يدي فقط .. عندهـــا ســـ ... "
[ وصــال ] مقاطعةً : " يكفي يكفي ,, سمعتُ ما يكفيني ويزيد عليّ .. شكرًا على أية حال "



وأنهت المكــــالمة ,, ظلّت الأستاذة [ حسناء ] تنظر إلى [ وصـــال ] التي انتابها الإحباط الشديد
بعد مكالمتها تلك ,,
فهمت الأستاذة أن تلميذتها تعاني مشاكل عائلية ، أشفقت عليها ,,




أ. [ حسناء ] : " [ وصــال ] .. هيّا انهضي معي "
[ وصــال ] : " إلى أين ؟ "
أ. [ حسناء ] : " أنا من سيقلّك إلى منزلكِ .. "
[ وصـــال ] : " لا داعي لذلك ، سأنتظر والدي ، وإن تأخر فإنه سيحضر "
أ. [ حسناء ] : " لكـــن الشمس غربت ,, هيّا ، لن أتقبّل كلمة أخـــرى ، تحركي "



وأخذت الأستاذة تسحب [ وصـــال ] من ذراعها إلى أن وصلت إلى سيارتها ,,
ركبت [ وصـــال ] بجانب معلّمتها الجميلة ..
وقصدتا منزل [ وصــــال ] ,,














وسط ذاك الزحامـ الذي ملأ المحطة كانت تسير ، تنظر ذات اليمين وذات الشمال ، تبحث
عن أبيها الذي تترقب وصوله ..
وقفت تنتظر ، إلى أن بدا هو لهــــا من بعيد ,,


ظهرت ابتسامةٌ خفيفةٌ لذا رؤيتها له ، اتجهت نحوه ، كانت سعيدةً برؤيته ، وإن لمـ تُظهر ذلك ,,
إلاّ أن تلك السعادة سرعان ما تبددت بعد التي رأتها ,,
كانت مع والده إمــــرأة ..


جميلةٌ جدًا ، ذات شعرٍ بنيٍ فاتح اللون ، بشرتها بيضاء ناصعة ، وعيناها بنية بنفس لون شعرها ,,
تحمل تلك الملامح الفرنسية ، التي امتاز بها أهــالي البلد الذي تركته ,,
بدا عليها الإستياء ، سلّمت على والدها ، إلاّ أنها تجنّبت تلك المرأة ...
متظاهرةً بعدمـ رؤيتها لها ..


" لمـ يتراجع عن فكرته ، ولمـ يتبدّل ، فها هي ذي ,, مكان والـــدتي أراها " رددت هذه العبارة في ذهنها باستياءٍ شديدٍ ، وهي ترى خاتمـ الزواج في يد
تلك المرأة التي رافقت والدها ..

















أغلقت ستائر غرفتها ، استدارت إلى الأمامـ ، واتجهت وهي على كرسيها المتحرك ذاك إلى حيث
تجلس والدتها ..
بدت في غاية السعادة ، خاصةً بعد يومها الأول في المدرسة ، فلمـ تداومـ في اليومـ الذي سبقه ..
انتبهت والدتها إلى سعادتها ,,



والدتها : " كيف كان يومكِ ؟ "
[ .. ] : " رائعًا جدًا ,, لمـ أعلمـ أن ابن عمي فائق اللطف هكذا ! "
والدتها : " بلا شك ,, [ علي ] شابٌ خلوقٌ .. أين أجلسكِ يا [ هبـــة ] ؟ "
[ هبـــة ] : " على مقربةٍ منه ، أنا في صف الطاولات الرابع ، وهو بالخامس قرب الحائط "







أردفت قائلةً :

" كــــان غايةً في اللطف معـــي اليومـ ! "




 

  رد مع اقتباس