عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /30-06-2009, 06:53 PM   #10

й σ џ г α н 
بنوتة SpeciaL
! I'm Differen

L37
 
    حالة الإتصال : й σ џ г α н  غير متصلة
    رقم العضوية : 58941
    تاريخ التسجيل : May 2009
    المشاركات : 1,686
    بمعدل : 0.31 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : й σ џ г α н  has a spectacular aura aboutй σ џ г α н  has a spectacular aura about
    التقييم : 189
    تقييم المستوى : 20
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 27880

     SMS : لم يتم العثور علي‘ــه . . :p

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور й σ џ г α н  عرض مواضيع й σ џ г α н  عرض ردود й σ џ г α н 
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

المقاطعة الاقتصادية




إن من سنن الله الكونية الصراع بين الحق والباطل، فهو أمر مستمر وأينما وُجد الحق قامت رؤوس الباطل لإزهاقه وإطفائه،{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف:8). فالحق مُمْتَحن ولكنه منصور بإذن الله، ولو وقف أهل الباطل في وجهه حيناً من الزمن. وقد وقف المشركون في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته، وما تركوا وسيلة لحربه إلا سلكوها، فقد سلكت قريش ومن تابعها -ضمن خططها الجاهلية- أساليب دنيئة يترفع عنها الإنسان -جنس الإنسان-، لكن مَنْ قال إن الجاهلية تعرف للإنسانية معنى ؟ أو تحفظ عهداً أو ترعى ذمة.

فمن طرق الحرب التي سلكها المشركون ضد المسلمين، الحصار الاقتصادي، فقد تمخض حقد المشركين عن عقد معاهدة تعتبر المسلمين ومن يرضى بدينهم، أو يعطف عليهم، أو يحمى أحداً منهم، حزباً واحداً دون سائر الناس، ثم اتفقوا فيما بينهم على أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهد وميثاق " أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ". وقد فعلوا ذلك في الوقت الذي كانت فيه العرب عامة وقريش خاصة تتغنى بالكرم والجود والبذل والعطاء، وتعتبر هذه الخصلة من مواطن الفخر والمنافسة والسباق، ولكن لماَّ تمكن الحقد من قلوبهم، وسرى الغل في نفوسهم، نسوا كل هذه المعاني التي تعارفوا عليها، وأصبح الذين يطعمون الضيفان، ويلتمسون المحتاجين، يبخلون بالحقوق على قرابتهم وجيرانهم، فقطعوا الأرحام وأجاعوا الأطفال والنساء، ونُزعت من صدورهم كل معاني الإنسانية.

فاضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الاحتباس في شِعب بني هاشم، وانحاز إليهم بنو المطلب كافرهم ومسلمهم عدا أبا لهب، فقد انحاز لقريش في خصومتها لقومه . وضيَّق المشركون الخناق على المسلمين، وقطعوا عنهم المؤن، ونفد الطعام حتى بلغ بهم الجهد والتعب أقصاه، وسُمع بكاء أطفالهم من وراء الشعب، حتى رثى لحالهم بعض خصومهم .

وكان الصحابة المحاصرون إذا جاءت عير إلى مكة، يأتي أحدهم السوق ليشتري قوتاً لعياله، فيقول أبو لهب للتجَّار : يا معشر التجَّار غالوا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يدركوا معكم شيئاً، وقد علمتم مالي ووفاء ذمتي، فأنا ضامن أن لا خسار عليكم، فيزيد التجَّار عليهم في قيمة السلعة أضعافاً مضاعفة، فيرجع أحدهم إلى أطفاله من غير شئ، وهم يصرخون من الجوع، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقعة -أي صوتاً- تحت البول، فإذا هي قطعة من جلد بعير يابسة، فأخذتها وغسلتها، ثم أحرقتها، ورضضتها بالماء ، فتقويت بها ثلاثة أيام". وهذا يدل على مدى الشدة والعنت والحال التي وصلوا إليها بسبب ذلك الحصار الاقتصادي .

وفي أيام الحصار وفي تلك الحالة التي علمنا، كان المسلمون يخرجون إلى لقاء الناس في موسم الحج لدعوتهم إلى الإسلام، فلم تشغلهم آلامهم وما هم فيه عن تبليغ دعوتهم، وعرضها على كل وفد يأتي إلى مكة، فإن الاضطهاد لا يقتل دعوة الحق، بل يزيد جذورها عمقاً وفروعها امتداداً .
وقد كسب الإسلام -خلال فترة الحصار- أنصاراً كُثُر وكسب - إلى جانب ذلك - أن المشركين قد بدأوا ينقسمون على أنفسهم، ويتساءلون عن صواب ما فعلوا، حتى شرع فريق منهم في إبطال هذه المقاطعة، ونقض الصحيفة الجائرة، وقد تم نقض الصحيفة فعلاً.

وخاتمة القول: ما أشبه الليلة بالبارحة فأعداء الله في كل زمان ومكان حرب على الحق وأهله، كما قال الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إنْ استطاعوا} (البقرة: 217) وهم يستخدمون في ذلك من أساليب الحرب وأسلحتها ما يشبه بعضهم بعضاً فيه، ويرثه المتأخر عن المتقدم، ومن ذلك ما تقدم معنا من الحرب الاقتصادية، والتي استخدمها أعداء الإسلام في هذه الأزمنة أسوأ استخدام، ففعلوا بها الأفاعيل، فكم قتلوا بها من أطفال وشيوخ ونساء، بمنعهم الطعام والشراب والدواء، فأهلكوا الحرث والنسل على مسمع ومرأىً من العالم الذي يرعى حقوق الإنسان - زعموا - والله نسأل أن يمكن لدينه وينصر أولياءه ويخزي أعداءه، إنه ولي ذلك والقادر عليه



يتبع





 

  رد مع اقتباس