.. بقي جواد ساكنا و ارتمى كل منشمس و محمد على الأرض ...
قالت شمس : لا لا تظن بأن أيا منا يستطيع فكك نحن خائرو القوى ..تدبر أمر الحبل
فك نفسه ثم حدق بهما مبتسما ..محمد يحدق بالسماء :يا سلام! إنها تسقط كل ثلجها علينا لا مدرسة غدا..أجل لا مدرسة لا مدرسة..فكرة ما تفسد ذلك الإحساس اللذيذ: يا إلهي أبي و أمي سيأتيان!! ..ما الذي أجبرني على القدوم باكرا؟
نظرت إلى محمد ثم قالت:محمد..دعنا نتمشى للشارع الرئيسي فقط سأرى ماذا حل بيافطة شام و سنا ثم نعود للمنزل أرجوك
- فقال محمد : شموس ..حبيبتي ليس هذا وقت شام و بطيخ إذا بقيت أكثر في هذا الزمهرير سوف تصل حرارتك للمائة
- أرجوك سأنفذ لك ما تريد
- حسنا ..أمري لله .
شدهما جواد و طلب منهما أن يتبعاه ..حمل محمد شمس على كتفيه ركض جواد و قفز إلى السطح الآخر..قال محمد:طبعا تريدين مني أن أقفز ها؟ فقدت عقلي للحظة و ها أنا مضطر لفعل ذلك مرة أخرى .. قفز، فصرخت: مجنون ابن مجانين.. دلّهما جواد على سلم مخصص للهروب، نظر محمد للسلم ثم قال يجب أن أضع سلما كهذا خلف منزلنا..
ركض الثلاثة سريعا لم يعرفوا مصدر القوة التي تدفقت في أجسادهم فجأة رغم البرد القارص وصلوا للمدرسة حيث بقي جواد هناك أتى إليه شاب آخر كان أخرس أيضا لكنهما متفاهمان بطريقة ما يبدو أن هناك العديد من الأمور التي لم تكن تعرفها في هذا العالم ..ودّعاه و ذهبا إلى محل شام و سنا مرت بعبود فإذا به يسقي قطة صغيرة بعض الحليب في طاسة نحاسية .. لقد وفى بوعده حقا!!
ها هو، حدقت باليافطة قليلا انزلها محمد و هو يضحك بشدة ..استغرقت وقتا حتى تقرأ الكلمة فالعديد من الحروف ناقصة حاولت أن تقرأ الكلمة الجديدة (شـ ـمـ ـو س) جلست على الرصيف و ظل محمد يضحك حتى امتلأت عيناه بالدموع فضربته بشدة..استمر بالضحك و هو ما يزال يغيظها بأنها ستبقى شموس إن أرادت ذلك أو لم ترده حينها انتهزت الفرصة و رشقته بكتلة كبيرة من الثلج كان يريد أن ينتقم لكنه تذكر أنها مريضة لذلك استقبل الضربات على مضض... و في خضم الفرحة و كما العادة قاطعها أمر خطير.. سيصل أمي و أبي إلى المنزل في أي لحظة يجب عليهما أن يسرعا في العودة !!