منتديات بنات دوت كوم - وقفة تقدير و احترام .. لكآفة علماؤنا الكرام [ بقلمي ]

“ خيركم من تعلم القرآن و علمه "
“ من يرد الله به خيرا يفقه في الدين "
“ ان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب"
“ انما يخشى الله من عباده العلماء " سورة فاطر

آيات و احاديث كثيرة وردت في شرعنا الحنيف تبين لنا مكانة العلماء ، الذين كرسوا حياتهم في
المذاكرة و المطالعة و تلاوة كتاب الله و حفظ فقه دينه !
علماؤنا، الذين حموا الدين من اهل البدع و التحريف .. وقضوا اوقاتهم في الافتاء و التأليف ،، وفي
سن السنن المهجورة والنهي عن البدع الضالة، لولا الله ثم وجود العلماء لربما كنا في ضلال
كبير،وجهل في معرفة الاحكام، لا ندري ماذا نصنع، لا نعرف الحلال من الحرام، و لا ندري كيف
نتصرف في الشبهات !!
ومنذ فترة طويلة و اعداء الاسلام يزهدون ابناء الامه في العلماء، ومن مخططات الصهاينة
والماسونية – قديماً و حديثاً - ابعاد الشباب عن علماء الامه، لأنهم يعرفون انهم اذا ابتعدوا عن
العلماء، سوف يسقطون في الغلو و الافراط، او في التفريط و الالحاد والعلمنه، والبعد عن الله عز
وجل، وهذه من مخططات اليهود قديما موجوده في " بروتوكولات حكماء صهيون" وهي "دق اسفين"،
او وضع هوة بين العلماء و المسلمين، لأنهم يعلمون ان الحفاظ على الدين انما يكون في التتلمذ
على العلماء، فاذا فصلوهم عنهم وابعدوهم عن منهجهم استطاعوا ان يهدموا الدين " يريدون ان
يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون" التوبة 32
وللأسف الشديد، لم يقف الامر عند اليهود و الماسونية في القيام بهذه الخطط الجهنمية لتدمير
امتنا الاسلاميه، بل وقد اصبح بعض اهل البدع والاهواء – ممن يؤمنون بالله و اليوم الآخر – يقومون
بهذا الفعل، فأصبحوا ينفرون ابناء الامه من العلماء بقولهم : انهم لا يفقهون الواقع – انهم لا يعرفون
الشبهات – انهم عملاء للسلاطين – انهم لا يدركون ما يحيط بالامه من خطر – و غيرها من الاقوال
الخطيرة التي تكسر الروابط القوية بين العلماء وابناء الامه، ، مما قد يهدم اركان هذه الامه، وانذاك
لن ينفعنا بكاؤنا و حسراتنا فقد هدمنا امتنا بأيدنا حين ابتعدنا عن العلماء !!!
فهؤلاء الناس لا للدين رفعوا، و لا للكفار قهروا، وهم والله كما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله:
“ لا للاسلام نصروا و لا للفلاسفة كسروا "
ان مكانة العلماء تكمن في مكانة العلم الذي في صدورهم، لذا فإن الحديث عنهم ليس كالتحدث
عن اي شخص ، فانك ان انتقصت عالما فكأنك تنتقص العلم الذي يعرفه، وهذا قد يعرفل الامه وقد
تساهم انت – ايها الناقد من غير دليل يذكر و لا علم تستدل به – في تحطيم اواصر الامه الاسلاميه
وتفريق المسلمين عن العلماء حتى تهلك امتنا !!
لا اعني بقولي هذا ان العلماء لا يخطؤون، فهم ليسوا بمعصومين من الخطأ، و لكن تصحيح اخطاء
العلماء انما هو من شأن من هم اكثر منهم علماً او ممن يساويهم في العلم و المعرفة، لا ممن
هم اقل منهم علماً، واقل منهم ادراكاً بأمور الدين.
فإذا أخطأ احد العلماء يجب ان ننصت و نستمع لما يقوله علماؤنا، و نرى ردهم عليه، فإما ان
يجرحوه فنجتنبه و نحذر بدعته، و اما ان يعدلوا او يعتذر العالم المخطأ و هنا يجب علينا ان نعذره
و نجتنب خطأه.
ثم يجب علينا ان لا ننسى انه ليس كل ما يقوله العلماء – و يكون خارجاً عما نعرف – يكون خطأ
من العالم، فالاختلاف بين العلماء وارد.
والاختلاف واقع بين السلف .. فبعضهم اجازها و البعض كف
فمن العلماء من يرى في بعض الامور بأساً و منهم من يرى انه لا بأس فيه ! اذا فينبغي ان لا
نتسرع في الحكم، و ان لا نذكر عن علماؤنا الا خيرا.. وان نتأدب عند ذكرهم، وان ندع الجرح
و التعديل لأهله.. وان لا ننسى ان العالم اذا اجتهد و اصاب في مسأله شرعيه فله اجران اجر
اجتهاده و اجر اصابته، و انه اذا اجتهد و اخطأ فله اجر اجتهاده، ولا يضيع اجره عند الله جل و علا.
والامثلة في ذلك كثيرة: فقد اخطأ الشيخ ابن جبرين رحمه الله في مسألة فرد عليه العلماء
و تراجع، و اخطأ ابا الحسن – وهو طالب علم – فرد عليه امام الجرح و التعديل الشيخ ربيع
المدخلي حفظه الله ولكن ابا الحسن لم يتراجع، و قد طرح الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله
كتاباً بعنوان "رفقاً اهل السنة بأهل السنة" فرد عليه احد طلبة العلم من البحرين و اسمه الشيخ
فوزي فعاتبه بعض العلماء انه رد على عالماً !! فما بالك فينا ونحن لسنا بطلبة للعلم !! وبعد الشيخ
فوزي و رده،رد الشيخ احمد النجمي رداً حسناً على الشيخ عبدالمحسن العباد، اذا فالاخطاء وارده
و التعديل وارد بين العلماء
فالحذر الحذر من الوقيعة في العلماء و اهل الاثر، و اياكم و تجريح العلماء ونقدهم، فإننا لسنا اهلا
لنقد العلماء وتعديل اخطاءهم.